bac-menu-icon

تكليفات صغيرة رقم ٥: أن نحافظ

إن التنسيق الفني، وقبل أن ترتبط به كل معاني الفن المعاصر اليوم، كان بالاصل فعل وصاية، إذ كان المنسق/ة وصيًا على مجموعة فنية، ومسؤولًا على العناية بأصواتها، والحفاظ على سردياتها. بهذا الطرح، نتسائل عن امكانية تنسيق بيروت، وعما إذا كان فعل التنسيق لا يزال يقدر أن يحمل في داخله تلك القدرة المتناهية الصغر على الرعاية والشفاء. عند النظر لتاريخ هذه المدينة، يصعب الحديث عن دمارها دون الوقوع في أشراكٍ نيكروفيلية أزلية، ولا يمكن للمرء أن ينسق هذه المدينة دون مصارعة التفكك، ودون المحاولة بالإمساك بالأمور المتحللة، وتنفس ثقل الموت الذي يرزح في الهواء مثل غبار كثيف. 
.
نعلم أن الشفاء ليس فعلًا فرديًا، وأن السبيل الوحيد لتحقيقه يكمن في التشارك، كما العدالة والحرية، ومع ذلك، فإن غريزة النجاة قد تمنعنا في بعض الأحيان من أن نكون أنبل نسخ من أنفسنا، وقد نكون في أحيان أخرى غير جاهزين للتجمع والتشارك، رغم أننا في أمس الحاجة لذلك. ربما علينا الآن أن نوضح شروط هذا التجمع: من سيأتي؟ ومتى؟ وبغرض أي ممارسة مشتركة؟ الأكيد، بالنسبة لنا، أن التشارك لا يتم بدون حب، ومتعة، ورعاية وسياسة.

للنسخة الخامسة من التكليفات الصغيرة، تواصلنا مع ٤ تشكيلات وطلبنا منهم رعاية بيروت، عبر ٤ مداخلات من ١ إلى ٤ فنانات أو فنانون أو لا أحد.

Sorry, we couldn't find any Micro-Commissions. Please try a different search.