معرض “عودة شمس” يضم أعمالا لأربعة عشر فنانًا وفنانة ومجموعات فنّانين، هدفهم تحدّي العلاقة بين العنف وتجلياته لكشف النقاب عن حالات العنف الخفِيّة والبعيدة عن الأنظار في مختلف فضاءاتنا، وتبيان كيفية رصدها واستشعارها. يعالج المعرض معالجةً مباشرة ما لم يعد بعيدًا عن الأنظار وما بات في الواجهة وألحق ضررًا كبيرًا بالمجتمعات المحلية على مدى الأجيال السابقة واللاحقة. ومن ناحية أخرى، يحاول مساعدتنا في مسألة إدراكنا لوجود ما يتربّص بنا ويستعدّ للانقضاض علينا على حين غفلة، لا سيما وأننا بتنا اليوم نعيش في زمنٍ غير مسبوق يغرقنا بسيل من و المواد والوسائط البصرية والسمعية.
غالبًا ما نربط العنف – كما تعوّدنا على تعريفه – بحدث أو مشهدٍ ما. أمّا أشكال وأنواع العنف الأخرى – التي تتبلور ببطء شديد يصعب رصده – فتواصل البروز على السطح بوتيرة تزداد سرعتها رويدًا رويدًا، على شكل مكبّات نفايات، مطامر سامّة، تآكل الموارد الطبيعية، وأثرنا الهائل والمهول كبشر على فضاءتنا وبيئاتنا. من خلال النحت والرسم والصوت والصورة المتحركة، يطرح المعرض أسئلة أكثر تعقيدًا حول تجلّيات الأنظمة المهيمنة واستغلال الموارد واستثئار رأس المال على مدى عقود طويلة. فتتناول الأعمال المشاركة كيفية التدخّل بكل الطرق الممكنة بحيث لا تؤدّي محاولات كشف بُنى العنف إلى إعادتها إلى خانة الوضع “الطبيعي”. كما تسلّط الأعمال الضوء على ضرورة فهم التشابك والترابط الهائلين بين أنواع العنف المختلفة التي نشهدها في فضاءاتنا مع مرور الوقت، خفيّة أم كامنة وكذا الأمر مع بُنى وعلاقات السلطة والقوة والهيمنة الواضحة والجليّة.
يستمدّ معرض “عودة شمس” تسميته من عنوان قصيدة سميح القاسم الشهيرة “عدوّ الشمس”؛ وهي أشبه بترنيمة خالدة تنادي بعدم المساومة مع الوقت والثقة به في آن واحد. وعلى الرغم من أن حدود تصوّر التغيّرات البائدة في بيئاتنا وفضاءاتنا تلعب دورًا جوهريًا في تفشّي هذا العنف البطيء، إلّا أن المعرض يأمل التمكّن من إفساح المجال أمام احتمالات جديدة للواقع من خلال النقاشات الجديدة والمتنوعة بين الأعمال.
الفنانون:
أمنية صبري، إيناس الحلبي، جمانة منّاع، جوانا حاجي توما وخليل جريج، رانيا اسطفان، صبا عنّاب، عزيز هزارة، عليا فريد، كارولين كايسيدو ودافيد دي روخاس، كريستيان سليمان، كيميت داشتان، لمياء أبو خضرا، نادية بسيسو، هايغ أيفازيان.
قيّمة المعرض ريم شديد