انقطع التيار الكهربائي من جديد. ومع ذلك، مازلنا نحاول التفكير في أسئلة العمر الماضي المتعلقة بالمساحات العامة والخاصة، ودور المؤسسات كمنارات للثقافة، والسبل التي تتبعها حين تحيط بها محاولات الإستحلال المدني، أو عندما تهددها الكوارث البيئية أو العنصرية الممنهجة، وخطر رجال الشرطة المصابين بجنون العظمة.
نغرق في الظلام ، وبينما يتحلل كل شيء إلى مرحلة اللاعودة، نتمسك بالمعنى ما استطعنا، وغالبًا ما نجده في العمل مع الآخرين، هذا العمل الذي لا زلنا نتعلّم قواعده التي تخرج أحيانًا عن المنطق.
نطلب منك، أيّها الفنان الألمعي، في هذه المساحة السوداء المضاءة بالشموع، والتي هي قلوبنا، ورؤوسنا الكهفية ومنازلنا، أن تخربش شيئًا ذا معنى على قطعة من الورق، في تطبيق Notes أو على منديل… يمكنك القيام بذلك بطريقة عمياء، فقد يكون المكان حيث انت مظلم أيضًا، أو لأنك اخترت أن تغمض عينيك للحظة. نطلب منك أن تسمح لنا بتحويل تلك الخربشة، أو الرسم، أو الكلمة أو الجملة إلى لافتة نيون نعلّقها فوق مدخل المركز، كعمل فني عام متناهي الصغر.
لن يكون محبذًّا أن نقيم تجمّعًا عندما يكون الطقس متوترًا وحارًا، ولن يكون مستحسنًا أن نحيط ببعضنا البعض في هذا الجو، حتى لو كنا نعلم أن التّجمعات هي السبيل الوحيد للخروج من الظلام العميق الذي نعيش فيه. ربما نلتقي من جديد، للحظات، عندما يبرد الطقس وعندما نتوق إلى الحرارة مرة أخرى، فنتحلّق حول جمرتك المتوهجة الصغيرة تلك للتفكير فيما قد يعنيه أي شيء بعد الآن .