أبوكي خلق عمره ١٠٠ سنة، زي النكبة
جدّة فلسطينية تعود إلى مسقط رأسها، حيفا، عبر منصة “غوغل ستريتفيو” ،اليوم، فهذه هي الطريقة الوحيدة المتاحة أمامها لرؤية فلسطين.
نسمع صدى صوت من الماضي: هو الصوت المتخيل لجدّة صانعة الفيلم، اللاجئة الفلسطينية في لبنان التي لم تتمكن يومًا من العودة إلى ديارها. تجوب كلماتها صور حيفا على “غوغل ستريتفيو” باحثةً عن بيتها المفقود، كونها الوسيلة الوحيدة المتبقية لزيارته. بيد أن الشوارع باتت غريبة بعد 50 عامًا من “النكبة الكبرى”.ولكن، عبثًا تحوم روح تلك المسنّة في الفضاء الافتراضي، باحثةً عن بيتها الذي لا شكّ أنه دمّر بعد النكبة، وعن ابنها أمين، الذي يتصوّره الفيلم صبيًا صغيرًا من زمنٍ آخر. ومع انقطاع وعودة الاتصال بشبكة الإنترنت تتشوه الصور ويتراجع مستوى دقتها ويضاف فوقها صور صدمة وجرح النزوح القسري. اختارت رزان الصلاح هذه الطريقة المفطرة للقلب لاستذكار جيل اللاجئين الأول.
على مرمى حجر
أمين مسنٌ فلسطيني منفيٌ مرتين من الأرض والعمل. فهو النازح عن مسقط رأسه حيفا واللاجئ في بيروت، ومن ثمّ انتقل إلى جزيرة زركوه للعمل على منصة نفط بحرية في مجمّع للعمّال في الخليج العربي. “على مرمى حجر” عملٌ يجتاح الحدود لكشف النقاب عن التشابه العاطفي والمادي بين استخراج النفط والعمل في تلك المنطقة وبين الاستعمار الصهيوني لفلسطين. يستعيد الفيلم تاريخ المقاومة الفلسطينية التي قام عمّال النفط خلالها سنة 1936 بتفجير خط أنابيب النفط في حيفا التابع للشركة البريطانية “بريتيش بتروليوم”.
رزان الصلاح فنانة ومعلمة فلسطينية مقيمة في تيوتياكي/مونتريال. عُرضت أعمالها في مهرجانات عدّة مثل مهرجان “آرت أوف ذا ري” ومهرجان “بريسماتيك غراوند” ومهرجان مونتريال الدولي للأفلام الوثائقية ومهرجان “هوتدوكس” ومهرجان يابيسو الدولي للفن والرؤى البديلة ومهرجان ميلبورن ومهرجان غلاسغو ومهرجان بيروت الدولي ومهرجان أيام فلسطين السينمائية ومنصة الشارقة للأفلام ومعهد الفنون المعاصرة النمساوي ومتحف سرسق.
يليه جلسة حوار تديرها أناييس فارين