على مدى العقود الثلاثة الماضية، أنتج فرانسيس أليس العديد من الأعمال المبنيّة على فعل المَشي ، إن كان فرديّ أو جَماعيّ. سواءً عبر إقحام مادّة متضاربة ومتنافرة مع بيئتها (كتلة من الجليد)، أو عبر تحويل خطٍّ إرشاديّ مألوف من خلال فرضه وتعزيز موضعه (تحريك جَبَل)، تنبثق عن ممارسة أليس الثّابتة والمُتَّسِقة طريقة خاصّة للمكوث في المكان والسَّكَن فيه. وكنتيجةٍ لهذه الإشارات والتعابير، تصبح حالات التّضارب والتّباين، كما الرّوتين اليومي، عرضةً لسرديّاتٍ غير متوقّعة.
لهذه الاستراتيجيات، التي تتراوح من تحوّلٍ في مجرى الأحداث (قيادة السّيارة والإصطدام بشجرة عمداً، كـ”دلالةٍ” على انهاء حالة ما من اليوتوبيّة أو المِثاليّة)، إلى عبورٍ بسيطٍ للمكان يهدف إلى خَرق العادات والأعراف ومخالفتها (كالتنزُّه مع مسدّسٍ في اليد)، أن تعيدَ تجديد إدراكنا للأماكن والقصص والحالات التي نعيشها.
لماذا يستخدم هذا الفنّان المَشي كوسيطٍ ومادّة لعمله الفنّي؟ في هذه النسخة، ينصبُّ التّركيز على فعل المَشي (أي السَّير/التَّجوُّل) وأثره على التّصوير والعَرض، وعلى تفعيل الحيِّز المكاني في تاريخ الفن. للفنانة إيڤون راينر عمل بارز عنوانه «العَقلُ عَضَلة»، يذّكرنا بأن السَّير والخَطو والتنقُّل ليسوا مجرّد حركات جسديّة.
من تصوير المَشي وتمثيله إلى تحفيزه وتفعيله المشي، ما هو الموضع الذي يتّخذه الزّائر؟
هل هذا «ماشي»؟
كيف نمشي؟ ولماذا نمشي ؟
ستتناول ورشة العمل أسئلة أقلَقَت العديد من الباحثين والعلماء والكُتّاب والمفكّرين عبر الزَّمن. كما ستحاول المساعدة على فهم بعض الارتباطات المثيرة للاهتمام بين عوالم الفن والعلوم والأدب.
في تاريخ الفن، كانت خطوة الفرعون «مِنقَرَع» (أو منكاورع) هي أول تصوير رَسمِيَ للمَشي. ومنذ تلك اللحظة، نُسِبَت إلى فعل المَشي العديد من التّأويلات والتّمثيلات، كاستجابة لرؤىً كونيّة وفلسفيّة محدَّدة. ستسعى ورشة العمل إلى استكشاف تلك الرّؤى، متّخذةً كنقطة تحوّلٍ تاريخيّة إكتشافات إدوارد مويبريدج وإتيين-جول ماري.
بعد ورشة العمل المتمحورة حول «الكُرسي»، والمكان الذي يشغله في تاريخ الفنون، يطلق «مركز بيروت للفن» حلقته الدراسيّة الثّانية عن تاريخ الفن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة. «ماشي» (Ça Marche)، هي ورشة عمل تتألّف من جلستَين تتضمَّن جولة على المعرض، تليها مناقشة وعَرض فيلم، بالإضافة إلى تمارين عمليّة وألعاب.