جلال توفيق: إذا كان هيتشكوك قد لاقى نجاحًا، ليس على المستوى الشعبي وحسب، بل على مستويات نقدية وأكاديمية، فذلك لم يكن، على الرغم من غودار (“إذا كان ألفريد هيتشكوك هو الشاعر الملعون الوحيد الذي حقق النجاح، فذلك لأنه كان أعظم مبدعٍ أشكال في القرن العشرين”)، لأنه كان أعظم مبدعي الأشكال في القرن العشرين — كان هناك العديد من مبدعي الأشكال مِن مَن هم أعظم، بين رسامي (فرانسيس بيكون، مثلًا) وصانعي أفلام (تاركوفسكي، باراجانوف، سوكوروف، بوكانوسكي، الأخوين كواي، مثلًا) — بل لأنه ساوم، إذ لم يكن جذريًا بما فيه الكفاية، وبالتالي صنع أفلامًا هي إلى حدّ ما إخفاقات فنية، كما يتضح من العديد من عمليات إعادة صناعة وإعادة صياغة أفلامه من قبل صانعي أفلام وفنانين آخرين، بما فيهم أنا (تنويعات دُواريَّة على الدُوار [٢٠١٦])، والنسخة الجديدة التي قام بها بنفسه لأحد أفلامه، الرجل الذي عرف أكثر مما ينبغي (١٩٣٤ و١٩٥٦) — يمكن النظر إلى فيلم مضطرب العقل (١٩٩٨) للمخرج غاس فان سانت، وهو إلى حد كبير “نُسخة مقلّدة لقطة بلقطة”، على أنه يوحي حدسيًا إلى أن فيلم هيتشكوك مضطرب العقل، إلى حد ما وبشكل استثنائي من بين أفلامه، ليس فشلًا فنيًا لأنه لم يتطلب أن تُعاد صياغته (إلى حد كبير) في نُسخة بديلة.
في محاضرته، سيتوسع توفيق حول التنويعات الظاهرة والضمنية على بعض أفلام هيتشكوك.
مع شغف بمنافسة هيتشكوك لسكوتي على مادلين، يقوم جلال توفيق بتجريد خمسة من أفلام المخرج وإصلاحها، ناسجًا إياها معًا ومقطتعًا رؤى غير متوقعة عند مفترق طرقها. منذ فيلم La Jetée للمخرج كريس ماركر، لم يسفر هوس السرقة عن اختراع بهذا الغنى.
جوان كوبجيك، أستاذة الثقافة الحديثة والإعلام في جامعة براون، مؤلفة كتابي Read My Desire: Lacan Against the Historicist و There’s No Woman: Ethics and Sublimation.