يتمحور المعرض الفردي للفنّانة دانييل جنادري «ضوء بطيء»، حول اهتمامها بحركة الضَّوء وبتحريك النَّظَر . يتناول عمل جنادري التّطابُق بين المسافة والحركة والإدراك الضَّوئي، وهو يفتح مجالاً لاستبصار حدود النَّظَر من خلال عمليّة صناعة الصُّوَر. يتم عَرض الصُّوَر– آثارٌ لذكريات أو بقايا لصورٍ فوتوغرافيّة التُقِطَت أو وُجِدَت – على عدّة «مستويات» إدراكيّة، بواسطة مساحات سطحيّة مختلفة تتراوح بين لوحات كبيرة الحجم ورسومات يدويّة معقّدة، إلى مطبوعات بالشّاشة الحريريّة وأجسام ضوئيّة.
تهدف الأعمال التي غالباً ما ترتكز على تصويرات لمناظرٍ طبيعيّة، إلى الكَشف عن الضوء كقوّة محسوسة وغامرة في الوقت نفسه، أي كناقلٍ للرؤية وكحاجبٍ له. بطريقةٍ ما، تعيد لوحات جنادري التّصوير الفوتوغرافي إلى مراحله الأولى، وذلك من خلال التقاط الضَّوء بسرعاتٍ متفاوتة. يتم تحقيق التقاط الضَّوء وضبطه من خلال الإبطال والتَّغشِية والاضمحال، ومن خلال الإدراك المتقلِّب وغير المستقر للعالم المَرسوم.
يقوم التَّجهيز المكاني للأعمال في معرض «ضوء بطيء» بتوفير الظُّروف اللازمة لإبطاء الضَّوء، كما يحضِّرُ المتفرِّج لاختبار السّرعات المختلفة للإدراك عند النَّظر إلى الأسطح المرسومة. تُبرِزُ لوحة الألوان المُشّذَّبة والفلوريّة وشبه الأحاديّة وجهاً مشبّعاً وغير مشبَّع في آنِ معاً. من شأن تأقلم النَّظر وفَكّ مغالق الأسطح الملوَّنة أن يحوّل العجز عن الإحاطة بما نراه إلى تجربةٍ إدراكيّة ومعرفيّة للضَّوء كَقِوامٍ قائمٍ بذاته.
«ضوء بطيء»، معرض من تنسيق القَيِّمة ماري موراكسيول.