هو معرض جماعي يسّلط الضوء على حيوية الممارسات التجريبية وخصوبة اّلحوارَ بين الفنون. يجمع المعرض أعمال فنانين لبنانيين وعالميين، وهو امتدادٌ لبرنامج معارض وعروض أدائيّة نظّمه القيّم كريستوف ويڤليت بدعوة من «المركز الوطني للرقص» و«مهرجان الخريف» في باريس في العام 2015، ولندوة قدمتها القيّمة ماري موراكسيول في «مركز بيروت للفن» في نفس العام تحت عنوان « ثقل الرؤية». يهدف المعرض إلى إظهار مقدرة الجسد والعقل عندما تحفّزهما الممارسة الفنية.
الإيماءات هي مكوّنات حياة وتاريخ المجتمعات البشرية، وهي تلعب دوراً أساسيّاً كدور النُّطق أو التكلّم. لا وجود لخيالٍ جمعي و لتاريخ مشترك بدون الإيماءات. لذا، سواء كانت تقادميّة أم استطراديّة، معيارّية أم انعتاقيّة، تستدعي الإيماءة (أو الحركة) إشراك «الحاسّة» و«الدلالة». وعلى نحوٍ مماثل للغة، هي متأصلة في أَي عقد اجتماعي وملازمة مكانية التصرف الإجتماعي. في عالم الفن على وجه الخصوص، تقوم كل إيماءة باستدعاء الملموس والظاهر، فيندمج الجسد مع الفكر متّحدين. هكذا، يلقي معرض مماس (إيماءة، حركة، فعل) الضوء على الإيماءة، ولو من وجهة نظر المعالجة الفنية.
عندما يتدخّل الجسد، فهو يفعل ذلك بمعزٍل عن الصورة، ووفقًا لجهد يستهدف المحدّد والفريد، وليس الشّامل والعموميّ. هذه هي المكانة التي تكون فيها الإيماءة الفنية قادرة على الخلق والإبداع: موجّهة ومتفانية، تدعو الإيماءة مشاهديها إلى تفاعل حرّ للمقابلة والتبادليّة، بينما تعرض، في الوقت نفسه، مادة تبادليتها وجوهرها، إذ تشرك قوّة تحولها الفنان والمشاهد على حدٍ سواء، فاتحة الطريق أمام إيماءات مستقبلية أخرى.
مماس (إيماءة،حركة، فعل) هو مجموعة من الإيماءات الفنية والأدائّية والفيلمية والموسيقّية التي تدعو الزائرين إلى الانغماس في صياغات الممارسات الفنية وفي ظروف وحالات التجارب التي يرسمونها نفسهم وفي كيفيّة تشكيلها لتصبح قابلة لللإدراك والتصوّر والمشاركة.