يسرّ مركز بيروت للفن أن يعلن عن أول عرض مؤسسي لاستوديو أشغال عامة، وهو مركز بحث وتصميم تعاوني وجماعي متعدّد السياقات، مقره بيروت.
دأب المركز منذ تأسيسه في عام ٢٠١٢، على مراقبة آثار التحويل الممنهج للأرض إلى سلعة وحرمان الناس حقوقهن\م الأساسية، كالحق في إنتاج مكان للعيش والانتماء إليه، والتكيّف فيه وتغييره، وكذلك الحق في تكوين ذكريات فردية وجماعية حوله. توجّب على أشغال عامة إيجاد اللغة المرئية المناسبة للتعامل مع التزايد الهائل للتحديات البيئية والاجتماعية في لبنان، فضلاً عن مواجهة الطبيعة اللامتناهية وغير المرئية لشبكات النيوليبرالية المترابطة.
يتناسب عمل أشغال عامة مع الروحية التي تعمل وفقها المجموعات الناشطة سياسياً واجتماعياً في لبنان والتي يتّخذ عملها مقاربةً تشاركية لإنتاج المعرفة بشكل جماعي ونشرها عبر استخدام مجموعة واسعة من أدوات البحث والتحليل والتصوّر. أدى انتشار مثل هذه المبادرات إلى ظهور لغة بصرية ثرية تشمل المقالات المكتوبة، والأفلام الوثائقية، والمواد المعلوماتية، ورسم الخرائط وأرشفة الوثائق، والتعاون مع الفنانات/ين، وغيرها من المواد المتنوعة.
بالعودة إلى هذا المعرض، اقترح مركز بيروت للفن إقامة سرد مكاني يكون بمثابة طريقة لاختيار المواد وتسلسلها من بين مجموعة أعمال أكثر عمقاً وتنوعاً. في تصوّرنا، ارتأينا أن يكون “الغبار” الراوي الصامت للمعرض، بحيث نأخذ المشاهدات/ين بما يشبه النزهة عبر صراعات متعددة، من خلال مقاييس مختلفة من المناظرالطبيعية والنسيج الحضري: من فوهة المقلع الشاسعة إلى الواجهات الخرسانية المتكاتفة في بيروت، وصولاً إلى أصغر الغرف في الشقق السكنية.
ابتعد استوديو أشغال عامة عن شكل المعرض التقليدي بأشكاله النهائية، فأنشأه ليكون مشابهاً للسياقات التي يعمل فيها. يشتمل المعرض على مكوّن حي، من مكتبة للمنشورات الورقية المطبوعة والمشاريع الرقمية التي تم إنتاجها على مدى عقد من الزمن، إلى منتدى مفتوح تُعقد خلاله سلسلة من الاجتماعات والندوات والمداخلات التشاركية طوال فترة المعرض.